امنية تنتظر شرووووق الشمس

ومانيلُ المطالبِ بالتمنّي ولكنّ تُؤخذ الدّنيا غلاباً..
الكثير منّا يدون أمنياته البيضاء بياض الثلج والطاهرة طهر المطر والنقية نقاء
قلوب الأطفال على أوراق يومياته التي تعج بالكثير من التفاصيل ويظل يحيطها
بوشاح من الأمل والرجاء ويغذيها بالدعوات اللامتناهية ..
لعله يفيق يوماً فيجد ماخطه يوماً وكان من المستحيلات قد استحال واقعاً عذباً ..
لكن الحياة تجبرنا أحياناً على السير في درب الانهزامات .. ويجبرنا الواقع ع الإحباطات المتتالية ..
والملاذ الوحيد لرفع الرايات والمعنويات هو طريق الأمنيات
لذلك فأنا أختلف كثيراً مع أمير الشعراء " أحمد شوقي "
القائل :ومانيلُ المطالبِ بالتمنّي ولكنّ تُؤخذ الدّنيا غلاباً
لأني أرى دائماً أن المطالب دائماً تبدأ بأمنية وتكون هي نقطة الضوء التي ينطلق منها لتحقيق مستقبله المشرق ..
أنا هنا لا أدعو إلى إضاعة الحياة هباءً بين بريق الأماني و الأحلام
أو الغفلة و الأوهام ,
ولا أدعو إلى الخروج من الحياة مفلسين لا نملك سوى حطام أمنية بائدة
ورجاءٍ عابر وأملٍ ضائع .. كلا لا أدعو إلى ذلك ..
_ لأني أؤمن بأن كل أمنية وكل حلم لابد أن يلازمهما عملٌ جاد وموحد نابع من
إيمان صادق و ثقةٍ متأصلة بأن لكل مجتهد نصيب وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ..
فجميلٌ أن نتوسد أحلامنا على أمل أنها غداً ستفيق كطفلٍ صغير سيكبر بين أيدينا ..
_ و أؤمن أن التغيير يبدأ من ومضة .. حلم .. أمنية مستحيلة .. و أحياناً من كلمة
يعقبها تحرك حقيقي وإرادة صلبة وصادقة وشجاعة وتحدٍ و إصرار و تصميم
و استعداد للتضحية في سبيل تحقيق ذلك الحلم أو تلك الأمنية ..
_ كما أؤمن أن هذه المطالب لاتؤخذ بالقوة وحب الذات والجبروت بل بالحب
و الإيثار ومحاسن الأخلاق .. و لهذا لابد أن نغذي هذه الأمنيات بسخاء لكي
لا تجعل منا جسداً هشّاً قابلاً للكسر ولكي تكون مصباحاً منيراً لنا في دروب الظلام
ونقاوم بها تيار السواد الذي ينساب بقوة ليمزق آخر لمحة طهر في وجوهنا ..
والأمنيات تختلف باختلاف العمر فأنا أرى أن أمنياتي التي كنت أتلوها أمام كعكة
ميلادي في كل عام وقبل أن أطفأ الشموع تختلف باختلاف المرحلة العمرية
وباختلاف الظروف لكني أظل أردد في كل مرة :
" يارب أرجو أن تكون حياتي القادمة أسعد من الوقت الذي مضى "